
العلاقة بين الأبناء و الأباء
العلاقة بين الأبناء ووالديهم ليست علاقة عدلٍ، بل علاقة برٍ وإحسان.
فالله تعالى أمر ببر الوالدين، لا بمقابلتهما بالعدل فقط.
البر يعني أن تجازي إحسانهما إليك، وتعفو عن إساءتهما، وتدعو لهما بالرحمة:
﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾
وأن تصاحبهما بالمعروف مهما كانت الظروف:
﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾
تأمل هذا المعنى العظيم…
ثم تأمل كيف وصف الله تعالى نفسه بأنه “البر الرحيم”، سبحانه، بره بعباده أعظم من برهم بآبائهم وأمهاتهم.
تأملات في اي القرءان
في نظر الناس، حياة الإنسان تنتهي عند الخطأ،
فلو جمع من الحسنات ما جمع، ثم أخطأ خطأً واحداً، أنهوه بجملة قاسية:
“صدر منه كذا وكذا…”
لكن لو تأملت المنهج القرآني، لعلمت أن الحياة الحقيقية تبدأ بعد الخطأ،
إذا وُفّق العبد إلى التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
لذلك أيها المخطئ…
لا تنظر إلى الناس، فتنهي حياتك بعيونهم،
بل انظر إلى المنهج القرآني،
وتُب إلى ربك، وابدأ حياةً جديدة حقيقية، فيها إقبالٌ على الله، ونورٌ ورضا.
اما أن تكون مع الحق أو أن تكون مع الباطل
ليس هناك منطقة رمادية بين الحق والباطل…
من لم يقف مع الحق فهو مع الباطل،
ومن لم يدعم العدل فهو يؤيد الظلم،
فالصمت أحيانًا خيانة للقيم والمبادئ.
باليد، أو باللسان، أو بالمال،
وإن لم نستطع، فبالقلب… وذلك أضعف الإيمان.
“فاتقوا الله ما استطعتم.”
الحق ثقيل… لكن الصمت عن الظلم أثقل.
قاعدة جليلة في الدعوة إلى الله
إياك أيها الداعية وطالب العلم أن تكون كالتاجر، لا تقدم للناس إلا ما يعجبهم، بغضّ النظر عن نفعه لهم!
بل كن كأنبياء الله الذين قدّموا للناس ما ينفعهم، سواء وافق أهواءهم أو خالفها.
لا تجعل غايتك “إرضاء الجميع”، فإنها غاية لا تُدرَك.
واعلم أن من لا عداوة له، فليس له مبادئ.
قال تعالى:
“وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجن”
[الأنعام: 112]فالحق لا يُقاس بعدد المعجبين، بل بثباتك عليه رغم العوائق.
كيف تستقبل رسائل ربك
تخيّل أن تصلك رسالة خاصّة من ملك أو رئيس أو شخصية رفيعة الشأن… كيف سيكون وقعها عليك؟ كيف ستُحضّر نفسك لقراءتها؟ بل كيف ستسهر الليالي لتنفيذ ما جاء فيها؟
فما بالك برسالة من والدك أو والدتك؟! الحفاوة ستكون أعمق، والاستقبال أصدق، والعمل بمضمونها واجب يحمل طابع المحبة والبرّ.
فإذا كان هذا حالنا مع رسائل البشر، فكيف يجب أن يكون حالنا مع رسالةٍ من الله عزّ وجل؟!
القرآن الكريم، بكل آية فيه، والسنة النبوية، بكل حديث فيها، هي رسائل من رب العالمين إليك أنت…
فهل استقبلتها كما تستحق؟
هل فرحت بها كما تفرح برسالة من محبوب أو عظيم؟
هل سعيت للعمل بها كما تسعى لطلب رضا بشر؟
فيا قارئ القرآن… ويا محبًا لسنة النبي العدنان…
استقبل الرسالة الإلهية بقلبٍ ملؤه الحفاوة، وحرصٍ لا ينام، وفرحٍ لا يُطفئه شيء.
فوالله ما أُرسلت إليك إلا لتحيا بها حياة طيبة.