الفتاوىفتاوى الصيام

فتاوى زكاة الفطر

1 . ما حكم زكاة الفطر ؟ .

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد :


زكاةُ الفِطرِ واجبةٌ، و قد حكى غير واحد من العلماء الاجماع على ذالك ، قال ابنُ المُنْذِرِ: (أجمعوا على أنَّ صَدَقةَ الفِطرِ تَجِبُ على المرءِ، إذا أمكَنَه أداؤُها). وقال: (أجمعوا على أنَّ صَدَقةَ الفِطرِ فَرضٌ). ((الإجماع)) (ص: 47). وقال ابنُ رُشْدٍ: (اتَّفقوا على أنَّها تَجِبُ على المرءِ في نَفسِه، وأنَّها زكاةُ بدَنٍ). ((بداية المجتهد)) (1/279).

عن ابن عمر رَضِيَ الله تعالى عنهما قال: ((فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطر صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا من شَعيرٍ، على العبدِ والحُرِّ، والذَّكرِ والأنثى، والصَّغير والكبيرِ مِنَ المسلمينَ، وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خُروجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ)) وفي لفظٍ آخَرَ: ((فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم صدقةَ الفِطرِ صاعًا من شَعيرٍ، أو صاعًا مِن تَمرٍ، على الصَّغيرِ والكبيرِ، والحرِّ والمَملوكِ  )) رواه البخاري (1503)، ومسلم (984، 986). واللفظ الآخر: رواه البخاري (1512)، ومسلم (984). و بالله التوفيق .

2 . ما هي الحكمة من مشروعية زكاة الفطر ؟ .

لإيجاب زكاة الفطر حِكَمٌ جليلة، من أبرزها:

  1. تطهير الصائم: فهي تُطهِّر الصائم من أي لغو أو قول غير لائق قد صدر منه خلال صيامه.
  2. إغناء المساكين: تُعَدّ وسيلةً لسدّ حاجة الفقراء يوم العيد، ليتمكنوا من الاستغناء عن السؤال، والمشاركة في فرحة العيد مع غيرهم. وقد وردت هاتان الحِكمتان في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “فرض رسولُ الله ﷺ زكاةَ الفِطر؛ طُهْرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقةٌ من الصدقات”. – رواه أبو داود (1609)، وابن ماجه (1827)، والدارقطني (2/138)، والحاكم (1/568) قال الدارقطني عن رواته: ليس فيهم مَجروحٌ، وحسَّن إسنادَه النوويُّ في ((المجموع)) (6/126)، وصحَّحه ابن الملقن في ((شرح البخاري)) (10/636)، وابنُ باز في ((فتاوى نور على الدرب)) (15/271). والألباني في ((صحيح الجامع)) (3570).
  3. زكاة للبدن: فهي شكرٌ لله على نعمة البقاء عامًا آخر، ولذا تُفرض على الصغير الذي لا يصوم، وعلى المجنون، ومن عليه قضاء قبل أدائه.
  4. شكرٌ على نعمة الصيام: كما أن الهدي في الحج شكرٌ لله على التوفيق لأداء المناسك، فإن زكاة الفطر شكرٌ لله على نعمة الصيام، وقد أُضيفت إلى الفطر لارتباطها به.
  5. تحصيل الأجر والثواب: إخراجها في وقتها المحدد يمنح المسلم أجراً عظيماً، كما ورد في حديث ابن عباس: “فمن أداها قبل الصلاة؛ فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة؛ فهي صدقةٌ من الصدقات”.
  6. إتمام فرحة العيد: فهي تُدخل السرور على قلوب المسلمين يوم العيد، وتعوّض أي نقص أو خلل وقع في الصيام.
زر الذهاب إلى الأعلى