التفسيرمجالس التفسيرمقالات متنوعة

بعض أحكام الاستعاذة من مجالس تفسير ابن كثير

من مجالس تفسير ابن كثير مع مجموعة من طلبة العلم .

تحتوي المقالة على بعض الفوائد من تعليقات الشيخ خالد السبت على مختصر ابن كثير .

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستعاذة: حصن المؤمن من شياطين الإنس والجن

الاستعاذة هي سلاح المؤمن في مواجهة الشرور، وهي الالتجاء إلى الله تعالى والالتصاق بجانبه من شر كل ذي شر. فالعياذة تكون لدفع الشر، واللياذ يكون لطلب جلب الخير. ومعنى الاستعاذة هو طلب العوذ، أي الإجارة والحماية من الشيطان الرجيم.

معنى الاستعاذة وأقسامها

أصل الاستعاذة هو طلب العوذ، والعوذ يأتي بمعنى الإجارة، أي أن يمنعك الله ويعصمك ويجيرك من الشيطان الرجيم. وقد فرق بعض أهل العلم بين العوذ واللوذ، فالأول هو طلب الإجارة من المكاره، والثاني هو الالتجاء لأجل تحصيل المطلوبات والمحبوبات. وقد استشهدوا بقول الشاعر:

يا من ألوذ به فيما أؤمله ومن أعوذ به مما أحاذره

إلا أن بعض أهل العلم يرون أن العوذ يشمل الاثنين، وغالباً يستخدم لطلب الإجارة من المكاره.

الاستعاذة من الشيطان الرجيم

معنى “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” هو أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه. فالشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله، ولذلك أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بالإحسان إليه، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن، لأنه شرير بالطبع ولا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل.

وقد ذكر الله تعالى هذا المعنى في ثلاث آيات من القرآن:

قوله تعالى في سورة الأعراف: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.
قوله تعالى في سورة المؤمنون: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ”.
قوله تعالى في سورة فصلت: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.
أصل كلمة “شيطان” ومعنى “الرجيم”

الشيطان في لغة العرب مشتق من “شطن” إذا بعد، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بفسقه عن كل خير. وقيل: مشتق من “شاط” لأنه مخلوق من نار.

أما “الرجيم” فهي فعيل بمعنى مفعول، أي أنه مرجوم مطرود عن الخير كله. وقد يكون بمعنى فاعل، أي راجم، لأنه يرجم الناس بالوساوس والخواطر السيئة.

شياطين الإنس والجن

الشياطين ليسوا فقط من الجن، بل هناك شياطين من الإنس أيضاً، يوحون ببعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً. وقد ورد في السنة النبوية أن الكلب الأسود شيطان، وأن التبختر من فعل الشيطان.

فائدة إضافية

القرآن يعبر بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة، وإذا احتمل اللفظ معنيين فأكثر حمل على الجميع.

انظر كذالك مقالة اعراب الاستعاذة من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى